
سيحظى الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز حارس مرمى أستون فيلا الإنجليزي “الشرير” والمستفز، باستقبال عدائي من الجماهير الفرنسية عندما يحل فريقه ضيفا على باريس سان جيرمان في ملعب “بارك دي برانس”، الأربعاء، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وتعود قصة الاستفزاز إلى نهائي مونديال قطر بين الأرجنتين بقيادة النجم ليونيل ميسي وفرنسا، حين كان مارتينيز الورقة الرابحة في صفوف “ألبيسيلستي” عندما أنقذ مرماه من هدف أكيد لراندال كولو مواني في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي، ثم قام بحركات شكلت ضغطا معنويا على لاعبي فرنسا الذين نفذوا ركلات الترجيح، فأضاع كل من كينغسلي كومان وأوريليان تشواميني محاولتهما، قبل أن يقوم بحركات غير لائقة لدى احتفاله بالتتويج بطلا للعالم.
لم يقتصر الأمر على منتخب فرنسا، بل تعداه إلى مواجهة أستون فيلا لنادي ليل الفرنسي في مسابقة “المؤتمر الأوروبي” قبل عام، حيث واجه وابلا من صافرات الاستهجان طوال المباراة قبل أن يتألق مجددا في ركلات الترجيح ويتصدى لمحاولتين ونال بطاقة صفراء خلالها.

ولا يأبه الحارس الأرجنتيني بما سيواجه في عاصمة الأنوار بقوله لشبكة “تيليفي” الأرجنتينية: أسيطر تماما على هذا الوضع. الأفضلية في هذه المباراة أن فريقي سيخوضها من دون أي ضغوط لأن أنصار سان جيرمان سيقومون بشتمي. سيكون الأمر مثيرا.
وعلق زميله الفرنسي لوكا ديني على شخصية مارتينيز بقوله بعد المباراة ضد ليل: هو كذلك، لديه سمعة يعرف كيفية مقاربتها، والدليل أنه يديرها جيدا، أنا سعيد لتواجده في الفريق ذاته معي، أتفهم تماما الموقف الفرنسي تجاهه، لأنني عشت هذا الأمر في صفوف المنتخب في كأس العالم. لكنه شخص جيد وعندما نتعرف عليه فهو إنسان رائع.
وترك الحارس العملاق (1.95 م) ذو الجذور المتواضعة والمولود في مار دل بلاتا عائلته في سن مبكرة للانضمام إلى نادي انديبندينتي في بوينس أيرس، ثم انتقل الى أوروبا بعمر السابعة عشرة مدفوعا من أقاربه.
وانضم الى أرسنال الإنجليزي عام 2010 وبقي في صفوفه على مدى 10 أعوام من دون أن يفرض نفسه أساسيا وخاض في صفوفه 40 مباراة فقط. أعير إلى أندية أقل شهرة وفي بعض الأحيان دافع عن ألوان أندية من الدرجة الثانية في إنجلترا، لكن اتخذت مسيرته بعدا أكبر على صعيد النادي والمنتخب الوطني لدى انضمامه إلى أستون فيلا في سبتمبر عام 2020.
وعاد إلى صفوف منتخب بلاده ليخوض أول مباراة رسمية له في صفوفه وتحديدا في يونيو 2021 عندما جلس على مقاعد الاحتياطيين، وأحرز كوبا أميركا ثم مونديال 2022 في قطر، ثم كوبا أميركا مجددا عام 2024.

هذه المسيرة الذاتية لم تغيره على أرضية الملعب حيث يواصل استفزازه لمنافسيه وقد تعرض للإيقاف مع منتخب الأرجنتين في سبتمبر 2024 بعد قيامه بحركة مشينة بعد الفوز على تشيلي في تصفيات كأس العالم وقيامه بدفع الكاميرا خلال المباراة ضد كولومبيا.